قد يكون الاستثمار من أفضل الطرق لتنمية ثروتك مع مرور الوقت. لكنه محفوفٌ أيضًا بالمخاطر التي قد تُستنزف أموالك التي كسبتها بشق الأنفس. يرتكب العديد من المستثمرين الجدد (وحتى ذوي الخبرة) أخطاءً يُمكن تجنبها، والتي تُكلّفهم في النهاية آلاف الدولارات من المكاسب الضائعة أو الخسائر غير الضرورية.
فيما يلي خمسة من الأخطاء الأكثر شيوعًا التي يرتكبها المستثمرون في السوق المالية - وكيفية تجنبها.
1. محاولة تحديد توقيت السوق
من المغري الاعتقاد بإمكانية الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع من خلال توقع تحركات السوق. لكن حتى مديري الصناديق المحترفين يجدون صعوبة في تحديد توقيت السوق بدقة. غالبًا ما يبيع المستثمرون الأفراد خلال فترات الركود (مُثبّتين خسائرهم) ويشترون خلال فترات الارتفاع (مُغطّين أسعارًا أعلى).
النتيجة؟ غالبًا ما يعني مطاردة الاتجاهات قصيرة الأجل الشراء عند ارتفاع الأسعار والبيع عند انخفاضها، وهو عكس الاستراتيجية الناجحة تمامًا.
✅ نهج أفضل:
- استخدم متوسط تكلفة الدولار: استثمر مبلغًا ثابتًا بانتظام، بغض النظر عن ظروف السوق.
- ركز على الأهداف طويلة المدى، وليس على العناوين الرئيسية اليومية.
2. تجاهل الرسوم والنفقات
يتجاهل العديد من المستثمرين تأثير الرسوم على عوائدهم على مدار عقود. على سبيل المثال:
- قد يبدو الفرق بين صندوق استثماري مشترك يفرض رسومًا سنوية قدرها 1.5% وصندوق مؤشر يفرض رسومًا سنوية قدرها 0.1% بمثابة فرق بسيط.
- على مدار أكثر من 30 عامًا من الاستثمار بقيمة 100,000 دولار أمريكي بمعدل نمو 7%، فإن صندوق الرسوم الأعلى سيترك لك ما يقرب من $135,000 أقل.
نهج أفضل:
- اختر صناديق المؤشرات أو صناديق الاستثمار المتداولة منخفضة التكلفة عندما يكون ذلك ممكنًا.
- قارن دائما نسبة المصروفات وأي رسوم للمستشار أو المنصة.
3. عدم وجود تنويع
استثمار كل أموالك في سهم واحد أو فئة أصول واحدة (مثل أسهم التكنولوجيا أو العقارات) يُعرّضك لمخاطر جسيمة. فإذا انهار هذا القطاع، ستنهار محفظتك الاستثمارية أيضًا.
يؤدي التنويع المناسب إلى توزيع استثماراتك على:
- صناعات مختلفة
- المناطق الجغرافية
- فئات الأصول (الأسهم والسندات والنقد)
وهذا يقلل من تأثير أي انحدار اقتصادي منفرد.
نهج أفضل:
- استخدم صناديق المؤشرات السوقية الواسعة أو صناديق الاستثمار المتداولة التي تتنوع تلقائيًا.
- قم بإعادة التوازن بشكل منتظم للحفاظ على تخصيصاتك متوافقة مع قدرتك على تحمل المخاطر.
4. السماح للعواطف بتوجيه القرارات
تُعدّ العواطف من أكبر مُسببات فقدان الثروة. يدفع الخوف الناس إلى بيع أموالهم خلال فترات الركود، بينما يدفعهم الجشع إلى مطاردة الاستثمارات الرائجة أو الأصول المضاربية دون دراسة كافية.
ومن الأمثلة الشائعة على ذلك البيع بدافع الذعر أثناء انخفاض السوق، وفقدان فرصة التعافي، ثم الشراء مرة أخرى بأسعار أعلى.
نهج أفضل:
- قم بإنشاء خطة استثمارية تحدد متى ولماذا تريد الشراء أو البيع.
- أتمتة المساهمات حتى لا تضطر إلى اتخاذ قرارات متكررة.
- تجنب التحقق من محفظتك الاستثمارية كل يوم؛ فهو لا يؤدي إلا إلى تغذية ردود الفعل العاطفية.
5. عدم وجود صندوق طوارئ أولاً
الاستثمار قبل امتلاك شبكات الأمان المالي الأساسية محفوف بالمخاطر. إذا أجبرتك نفقات غير متوقعة أو فقدان وظيفتك على بيع استثماراتك خلال فترة ركود السوق، فمن المرجح أن تتكبد خسارة.
نهج أفضل:
- قم بإنشاء صندوق طوارئ بتكاليف المعيشة لمدة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر في حساب توفير عالي العائد.
- يتيح لك هذا تجاوز حالات الطوارئ دون المساس باستثماراتك.

خلاصة القول: تجنب هذه الأمور واحتفظ بالمزيد من أموالك
معظم أخطاء الاستثمار لا تتعلق باختيار السهم أو الصندوق الخاطئ، بل تتعلق بالسلوك البشري - محاولة توقيت الأسواق، وتجاهل التكاليف، وتركيز المخاطر، واتخاذ القرارات بدافع الخوف أو الجشع، أو الاستثمار قبل تأمين شبكة أمان.
بتجنب هذه الفخاخ الشائعة، ستمنح نفسك ميزةً هائلةً على العديد من المستثمرين. تذكر: بناء الثروة عبر الأسواق المالية لا يقتصر على المكاسب السريعة، بل على النمو المطرد والمنتظم بمرور الوقت.
